تَهْويدَة ..


كانتْ مُسترْسلةً في مناوشةٍ بين اليقظةِ والنُّعاس ..
شعرُها الأسودُ مُلتمّاً عليها بعشوائية
كما لو أنهُ يقيها من خطرٍ غيرُ مرئيٍ ولا محسوسْ ..
يدُها الواهنة تُمسكُ بوهنٍ رسائلي وخُزعْبلاتي ..
عيناها الجميلتان تَتبّعُ بحِرصٍ كُلّ حرفٍ فيهِما ..
وفيما هيَ تستَرسلُ في القراءة
تشتدُّ شوكة النُّعاسِ شيئاً فشيئاً
ثُم تصيرُ له الغلبةُ في النهاية
وتَغطُّ في نومٍ جديدْ ..



- حُرّرت في الخامسِ والعشرين من مايو 2015 

نسْمَة ..


وقفَتْ ..
لَمّت ذراعيها على صدرها بحزمْ
ثم مشتْ بتُؤَدَةْ
تنظرُ أمامها
بابتسامةٍ باهتةٍ تتصنعُ الرضا ..
وهيَ تُغادرُ
لفضاء القلب الأرحبْ
جلاءً
من جوّ العقلِ المشحونْ ..



- حُرّرت في السابعِ والعشرين من مايو 2013

أحاديثُ نفسْ ..


(1)

يالهُ من هدوء !
ذلكَ الذي يكسو أيامي
وساعاتي ودقائقي
ولحظاتي ..
وذلكَ الذي يحيطُ بي
عندما أستعيدُ
شريطَ ذكرياتي
في ماقد رحلَ
من سنينِ عمري

(2)

هدوءٌ يجعلني أظنُّ
أني أوقفتُ الزمنَ لوهلةٍ
وعدتُ به إلى الوراء
وعندَ كلّ ذكرى
أتوقفُ قليلاً
أحاولُ تبيُّنَ المكانِ
والزمانِ
والوجوهْ ..
ثمّ لا يعدو أن تكونَ
ظنوني
مُجرّدَ أوهامٍ صامتة
اختلقها ذلكَ الهدوء !

(3)

لا أدري لماذا صرتُ
أظُنّ أن لهذا الهدوءِ
يدٌ في كثرة تفكيري
هل تراهُ ملَّ من
صمتِي؟
فاتخذ من صخبِ أفكاري
متنفساً له ؟
أرجو أن يكون ما أظنّهُ
مجردَ أوهامٍ أيضاً ..

(4)

لكنْ
أصبحَ للماضي وحكاياتِه
طعمٌ آخر
ورائحةٌ أخرى
تحتَ خيمةِ هذا
الهدوء ..



- حُرّرت في وقتٍ انقطعتُ عن الكتابةِ فيه..

تقولُ:


أرحلْ، فما للجَوى بأسٌ كي يمتنعْ
أرحلْ، فالروحُ في ودادك لا تصطنع
أرحلْ ينادي بها عقلي لائماً
فقلبي غَوى في هواكَ، لن يقتنعْ



- حُرّرَت بتاريخ 30 يناير 2014 فجراً.

تقولُ:


بيني وبينُكَ أصحرٌ وهضابُ ..
والعاتياتُ من الرياح ، هي والسرابُ
.
لكأنما يتعاضدون، يتآزرون خِفيةً
حتى لَيشقُّ على المسيرِ ربابُ



- حُرّرت بتاريخ 26 يناير 2014.

وحْدي..



لوحدي ، أقطن هنا
برغم العدد الهائل من القاطنين غيري
فأنا وحدي ..
أتردد على مساكن بعضهم خِفيةً
وأتجول وأُبصر ما عمّرَه بعضهم الذي لم آلفُه ..
وأعيش معهم بعضٌ من لحظاتهم
إما يجعلوني أفرح
أو أبكي
أو أتألم
أو أندهش
أو أستمتع
كما لو أني رحالةٌ يجوب الأرض
لا مُستقر ولا دار يعودُ إليها
فالأرضُ كلها داره
والأرض كلها مُسَتقره..
وحياتهُ هي أجزاءٌ من ألوفِ حياواتٍ
عاش معها تجاربَ ومغامرات طولَ
تجوابهِ في الأرض..


- حُرّرت في يومِ ما من سبتمبر 2013.

وقتما كان فجراً..



في لحظاتٍ معينة ، تجولُ بفكرك بعضٌ من أحجيات
ترابطت ببطءٍ خفي من عدة أحداث
لمْ تلقِ بالاً لما كانت تخبر به بصوتٍ مسموعٍ يومها
ربما لم يعيها ذهنك الغِر وقتها
تترابط تلك الأحجيات في لحظةِ تجلٍ
في وقتِ غسق ، بينما كنت تراقبه بهدوءٍ وهو ينقشع
فيداهمك إحساسٌ غريب يدعم غرابة اللحظة
ليحين وقتها
أن تتجلى تلك الحقيقة الصغيرة
التي تمخضت
من ترابط تلك الأحجيات ..



- حُرّرت في الثاني والعشرين من مايو 2013.